العراق
14 تشرين الأول 2022, 11:50

ساكو: لكلّ إنسان على وجه الأرض الحقّ في الحرّيّة الكاملة والعدالة والمساواة

تيلي لوميار/ نورسات
"هذا اللّقاء هو بمثابة السّينوداليّة الّتي طرحها البابا فرنسيس على صعيد الكنيسة، لكن الآن ينبغي أن نفعل ذلك على الصّعيد المدنيّ والسّياسيّ". بهذه الكلمات وصف بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو المؤتمر الدّوليّ حول الحرّيّة الدّينيّة وتحدّيات السّياسات المعاصرة الّذي افتُتح صباح الخميس في سولفاكيا، متمنّيًا أن يفعل المجتمعون شيئًا "من أجل خلق مبادرة تفاوض بين روسيا وأوكرانيا تجنّبًا لكارثة عالميّة محتملة".

كلام ساكو جاء خلال مداخلة قال فيها بحسب "إعلام البطريركيّة": "الحرّيّة الدّينيّة مرتبطة بحقوق الإنسان الأساسيّة وبالمواطنة الكاملة والعيش المشترك المتناغم وأيضًا ببرامج التّربية الّتي تعزّز هذه المحاور..

في العراق الحرّيّة الدّينيّة موجودة ،أيّ حرّيّة الدّيانات في ممارسة شعائرها داخل المعابد. في هذا المجال لربّما العراق يأتي في الطّليعة فيما يخصّ بناء الكنائس والأديرة وفتح مدارس ومستشفيات ونشر الكتب الدّينيّة والمجلّات.. لكن المشكلة هي في حرّيّة الضّمير، أعني حرّيّة اختيار الدّين أو تغيير الدّين.. المسلم يستطيع أن يكون ملحدًا،  لكنّه لا يقدر أن يعتنق المسيحيّة بسبب قانون الرّدّة التّقليديّ، بينما يرحّب بأفراد من الدّيانات الأخرى لاعتناق الإسلام.. هنا لا توجد عدالة ولا احترام الحرّيّة الشّخصيّة الّتي هي حقّ مقدّس…

كذلك المواطنة، بعد سقوط النّظام  حصلت عقليّة جديدة هي الطّائفيّة والمحاصصة وأقيمت جدارات  بين المكوّنات وانتشر الفساد، وكأنّ المواطنون موزّعون حسب انتماءاتهم الدّينيّة والمذهبيّة والإثنيّة إلى مواطنين درجة أولى وثانية وثالثة… هذا خلل كبير لأنّ النّظام هو رسميًّا ديمقراطيّ..

في اعتقادي ينبغي فصل الدّين عن الدّولة.. الدّين علاقة شخصيّة بين الإنسان المؤمن وربّه.. أمّا الدّولة فهي للجميع على مسافة واحدة والدّولة كيان معنويّ لا دين لها. ينبغي النّظر إلى العراقيّين كمواطنين وليس إلى انتماءاتهم الدّينية..  من هنا ضرورة  تعزيز العيش المشترك المتناغم بين كافّة المواطنين على أساس الوطن الواحد ونفس الحقوق والأخوّة.. كذلك ضرورة  تغيير العديد من القوانين ومناهج التّربية  لتصبّ في ترسيخ  القيم الإنسانيّة والوطنيّة وحقوق الإنسان…

لكلّ إنسان على وجه الأرض الحقّ في الحرّيّة الكاملة والعدالة والمساواة.. هذه المبادئ الأساسيّة يجب أن تطبّق في كلّ الدّول.

أتمنّى من حضراتكم أن تكون ثمّة متابعة وليس فقط الكلام وانتظار المعجزة الّتي قد لا تحصل من دون بذل جهود الجميع من أجل التّغيير الإيجابيّ".