الفاتيكان
22 أيار 2023, 06:30

ماذا يفعل الآن يسوع في السّماء؟

تيلي لوميار/ نورسات
سؤالان طرحهما البابا فرنسيس على الحاضرين المشاركين في صلاة "إفرحي يا ملكة السّماء" لمناسبة عيد صعود الرّبّ، الأوّل: لماذا يُحتفل بهذا الرّحيل؟ والثّاني: ماذا يفعل الآن يسوع في السّماء؟".

وفي هذا السّياق، قال البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "أيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، صباح الخير! يُحتفل اليوم في إيطاليا والعديد من البلدان الأخرى بعيد صعود الرّبّ، إنّه عيد نعرفه جيّدًا، لكنّه يمكن أن يثير بعض التّساؤلات، أو اثنين على الأقلّ. التّساؤل الأوّل: لماذا يُحتفل برحيل يسوع عن هذه الأرض؟ فوداعه يبدو لحظة حزينة، ليس حدثًا نبتهج له! لماذا نحتفل بهذا الرّحيل، السّؤال الأوّل. والتّساؤل الثّاني: ماذا يفعل الآن يسوع في السّماء؟

لماذا نعيّد. لأنّه مع الصّعود حصل شيء جديد وجميل جدًّا: لقد حمل يسوع إنسانيّتنا، جسدنا، إلى السّماء، وذلك للمرّة الأولى، حملها إلى الله. هذه الإنسانيّة الّتي اتّخذها له على الأرض، لم تبق هنا، عندما قام يسوع من الموت لم يكن روحًا. كان له جسد بشريّ، من لحم وعظام. وستكون هناك إلى الأبد. منذ يوم الصّعود، يمكننا أن نقول إنّ الله نفسه "تغيّر": فمنذ ذلك الحين لم يعد روحًا وحسب، فنظرًا لمحبّته الكبيرة لنا إنّه يحمل في نفسه جسدنا وإنسانيّتنا! فهذا هو المكان الّذي ينتظرنا، ومصيرنا هناك. وقد كتب أحد آبائنا القدامى في الإيمان "خبر رائع! من صار إنسانًا من أجلنا، ليجعلنا أخوة له، قدّم نفسه كإنسان أمام الآب، ليحمل معه كلّ من انضموا إليه". إنّنا نحتفل اليوم بـ"اكتساب السّماء"، يسوع الّذي يعود إلى الآب لكن بإنسانيّتنا. والسّماء باتت ملكًا لنا بعض الشّيء. يسوع فتح الباب وجسده موجود هناك.

السّؤال الثّاني: ماذا يفعل يسوع في السّماء؟ إنّه موجود من أجلنا أمام الآب، يُظهر له باستمرار إنسانيّتنا، ويظهر الجراح. أحبّ أن أفكّر أنّ يسوع أمام الآب يصلّي بهذه الطّريقة، مظهرًا له الجراح الّتي عانى منها من أجلنا. يُظهر له ثمن الفداء والآب يتأثّر، وهذا ما أحبّ أن أفكّر به. فكّروا أنّ يسوع يصلّي بهذه الطّريقة. لم يتركنا لوحدنا. ففي الواقع، قبل صعوده إلى السّماء، قال لنا ما نقرأه في إنجيل اليوم "أنا معكم طوال الأيّام، حتّى انقضاء الدّهر" إنّه معنا دائمًا، ينظر إلينا، إنّه حيّ أبدًا ليشفع فينا. ليُظهر جراحه للآب من أجلنا. إنّه إذا يشفع، إنّه موجود في المكان الأفضل، أمام أبيه وأبينا، ليشفع فينا.

إنّ مسألة الشّفاعة جوهريّة. هذا الإيمان يساعدنا نحن أيضًا، يجب ألّا نفقد الرّجاء وألّا نشعر بالإحباط. يوجد شخص أمام الآب يُظهر له الجراح ويشفع فينا. فلتساعدنا ملكة السّماء على التّشفّع من خلال قوّة الصّلاة".

بعد الصّلاة، أطلق البابا فرنسيس نداء من أجل وقف الصّدامات المسلّحة في السّودان، وأعلن عن قربه من الشّعب الأوكرانيّ المعذّب فقال: "إيّها الأخوة والأخوات الأعزّاء، إنّه أمر حزين، فبعد شهر على اندلاع أعمال العنف في السّودان ما يزال الوضع خطيرًا. وإذ أشجّع الاتّفاقات الجزئيّة الّتي تمّ التّوصّل إليها لغاية الآن، أطلق نداء من القلب من أجل إلقاء السّلاح وأطلب من الجماعة الدّوليّة ألّا توفّر أيّ جهد من أجل تغليب الحوار والتّخفيف من معاناة السّكّان. أرجوكم، دعونا لا نعتاد على الصّراعات والعنف، دعونا لا نعتاد على الحرب، من فضلكم. وما نزال قريبين من الشّعب الأوكرانيّ المعذّب.

يُحتفل اليوم باليوم العالميّ للاتّصالات الاجتماعيّة حول موضوع "التّكلّم من القلب"، إنّ القلب هو الّذي يدفعنا نحو تواصل منفتح ومضياف. أحيّي الصّحفيّين والعاملين في مجال الاتّصالات، الحاضرين هنا وأشكرهم على عملهم وأتمنّى أن يبقى دائمًا في خدمة الحقيقة والخير العامّ. لنصفق لجميع الصّحفيّين.

اليوم يبدأ أسبوع "كن مسبّحًا"، أشكر الدّائرة المعنيّة بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة والعديد من المنظّمات الّتي انضمّت إلى المبادرة، وأدعو الجميع إلى التّعاون في الاعتناء ببيتنا المشترك. ثمّة حاجة كبيرة للجمع بين الكفاءات والإبداع. هذا ما تذكّرنا به الكوارث الأخيرة، شأن الفيضانات الّتي ضربت إقليم إيميليا رومانيا خلال الأيّام الماضية. وأعبّر مجددًا عن قربي من سكّان الإقليم."

وبعد أن أشار البابا إلى أنّه سيُوزع في السّاحة الفاتيكانيّة كتيّب "كن مسبّحًا" الّذي أعدّته الدّائرة الفاتيكانيّة بالتّعاون مع المعهد البيئيّ في ستوكهولم، وجّه تحيّاته إلى المؤمنين القادمين من روما وإيطاليا وبلدان أخرى وتمنّى للجميع أحدًا سعيدًا، وطلب منهم أن يصلوا من أجله.