الفاتيكان
04 آذار 2021, 10:30

ماذا يقول بارولين عشيّة زيارة البابا فرنسيس إلى العراق؟

تيلي لوميار/ نورسات
يستأنف البابا فرنسيس غدًا رحلاته الرّسوليّة بعد فترة التّعليق الطّويلة بسبب حالة الطّوارئ الصّحّيّة الّتي فرضها فيروس كورونا، وهو يستأنفها بزيارة العراق "موجّهًا الاهتمام إلى بلد يعاني بشكل خاصّ، بلد يحمل في جسده جراح الحرب والإرهاب والعنف والاشتباكات"، مظهرًا "اهتمامًا خاصًّا، وقربًا خاصًّا من هذا البلد، من العراق"، ساعيًا إلى "إطلاق رسالة مهمّة: علينا أن نتعاون، وعلينا أن نجتمع معًا من أجل إعادة بناء البلاد، وتضميد جميع هذه الجراح، وبدء مرحلة جديدة".

إذًا يكمن محور الزّيارة في إطلاق رسالة نحو المستقبل، بحسب ما صرّح بارولين في حديث مع "فاتيكان نيوز"، رسالة تتوجّه إلى العراقيّين وفحواها: "لا نسمحنَّ لجميع ما حدث بأن يُعرقلنا، مهما كان سلبيًّا- وقد كان سلبيًّا جدًّا- ولكن لنتطلّع إلى الأمام برجاء وشجاعة من أجل إعادة بناء واقع العراق هذا."

إنّها بتعبيره "دعوة داخل الدّعوة المسيحيّة، دعوة مسيحيّي الشّرق الأوسط، بأن يعيشوا في واقعهم، وبيئتهم، وبلدانهم. وبالتّالي، من المؤكّد أنّ البابا سيشجّع هذه الكنيسة لكي تكون شجاعة وقادرة على الشّهادة، كما أنه سيوجّه لها دعوة لكي تبقى في أرضها وتقدّم شهادة للحضور".

وتوقّف بارولين في مقابلته عند لقاء لقاء البابا بآية الله العظمى علي السّيستانيّ، واصفًا الأمر بـ"عمود آخر لجسر الأخوّة"، فـ"السّيستانيّ هو أحد أهمّ الشّخصيّات في العالم الشّيعيّ؛ مع الأخذ في الاعتبار أيضًا أنّ السيّستانيّ قد تحدّث دائمًا لصالح التّعايش السّلميّ داخل العراق، قائلاً إنّ جميع المجموعات العرقيّة والجماعات الدّينيّة هي جزء من البلاد. وهذا أمر مهمّ جدًّا لأنّه يسير في نفس الاتّجاه والمعنى لبناء هذه الأخوّة بين المسيحيّين والمسلمين، والّتي ينبغي أن تميّز البلاد. لذا فهي حقًّا لحظة مهمّة وأعتقد أنّها ستكون بالتّأكيد إحدى أهمّ اللّحظات في زيارة البابا للعراق."

هذا ودلّ بارولين في حديثه إلى الطرّق الرّئيسيّة لمحاولة إعادة بناء البلاد والاستقرار والحوار والتّعايش بعد سنوات عديدة من الدّمار والعنف، لافتًا إلى الحاجة اللّقاء والتّعاون والمغفرة والمصالحة والتّغلّب على الماضي والتّطلّع إلى الأمام. وتمنّى في الختام أن "تشكّل هذه اللّحظة حقًّا، وحضور الأب الأقدس هذا، الّذي طال انتظاره، لحظة ولادة جديدة، ولادة مادّيّة وولادة روحيّة للشّعب العراقّي، وأن يكون لها أيضًا تأثيرًا على المنطقة بأسرها الّتي تحتاج إلى أمثلة جيّدة. وأن تتمَّ تحت شعار الأخوَّة: "أنتم جميعًا إخوة"."