الفاتيكان
05 كانون الأول 2022, 13:30

من هي المجموعة الّتي اعتبر البابا فرنسيس شهادتها علامة ملموسة للسّلام؟

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرّسوليّ مجموعة من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال

إستقبل البابا فرنسيس، صباح السّبت، مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصّة، لمناسبة يومهم العالميّ.

وللمناسبة، وجّه البابا إليهم كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ تعزيز الاعتراف بكرامة كلّ شخص هو مسؤوليّة الكنيسة الدّائمة: إنّها مهمّة أن نواصل مع مرور الزّمنقرب يسوع المسيح من كلّ رجل وامرأة، ولاسيّما من الأكثر هشاشة وضعفًا.

إنّ استقبال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة والإجابة عليها هو واجب الجماعة المدنيّة والجماعة الكنسيّة، لأنّ الإنسان، حتّى عندما يكون مجروحًا في عقله أو في قدراته الحسّيّة والفكريّة، يبقى إنسانًا كاملاً، وحقوقه مقدّسة وغير قابلة للتّصرّف مثل كلّ مخلوق بشريّ. لقد كانت هذه نظرة الله للأشخاص الّذين كان يلتقي بهم: نظرة حنان ورحمة ولاسيّما للّذين كانوا مستبعدين عن اهتمام المقتدرين واهتمام السّلطات الدّينيّة في عصره. لهذا السّبب، في كلّ مرة تحوّل الجماعة المسيحيّة اللّامبالاة إلى قرب والتّهميش إلى انتماء، هي تحقّق رسالتها النّبويّة. في الواقع لا يكفي أن ندافع عن حقوق الأشخاص وإنّما علينا أن نعمل لكي نجيب أيضًا على احتياجاتهم الوجوديّة، في مختلف الأبعاد الجسديّة والنّفسيّة والاجتماعيّة والرّوحيّة. إنَّ  كلّ رجل وكلّ امرأة، في الواقع، في أيّ حالة كانوا، ليس فقط صاحب حقوق يجب الاعتراف بها وضمانها، وإنّما هو أيضًا صاحب احتياجات أعمق، مثل الحاجة إلى الانتماء، والتّواصل، وتعزيز الحياة الرّوحيّة وصولاً إلى كمالها لكي يبارك الرّبّ على هذه العطيّة الرّائعة الّتي لا تتكرّر.

وبالتّالي، فإنّ إنشاء جماعات إدماجيّة ودعمها يعني القضاء على جميع أشكال التّمييز وتلبية حاجة كلّ شخص بشكل ملموس بأن يشعر بأنّ هناك من يعترف به وأنّه جزء من شيء ما.  في الواقع، لا يكون هناك إدماج إذا غابت خبرة الأخوّة والشّركة المتبادلة. ولا يكون هناك إدماج إذا بقي مجرّد شعار، وصيغة تستخدم في الخطب السّياسيّة. كذلك لا يكون هناك إدماج إذا لم يكن هناك ارتداد في ممارسات التّعايش والعلاقات. لذلك من الضّروريّ ضمان وصول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصّة إلى المباني وأماكن اللّقاء، وإتاحة الوصول إلى اللّغات والتّغلّب على الحواجز المادّيّة والأحكام المسبقة. لكن هذا لا يكفي. إذ أنّه من الضّروريّ أيضًا تعزيز روحانيّة شركة، لكي يشعر كلُّ فرد بأنّه جزء من جسد ما، بشخصيّته الّتي لا تتكرّر. بهذه الطّريقة فقط، سيشعر كلّ شخص، بمحدوديّته ومواهبه، بالتّشجيع لكي يقوم بدوره من أجل خير الجسد الكنسيّ والمجتمع بأسره.

وأتمنّى أن تكون جميع الجماعات المسيحيّة أماكن لا يبقى فيها "الانتماء" و"الإدماج" كلمات تُلفظ في مناسبات معيّنة، وإنّما أن تصبح هدفًا للعمل الرّعويّ العاديّ. بهذه الطّريقة سنكون صادقين عندما نعلن أنّ الرّبّ يحبّ الجميع، وأنّه خلاص للجميع ويدعو الجميع إلى مائدة الحياة، دون استثناء. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في هذا الوقت الّذي نسمع فيه يوميًّا تقارير حرب، تشكّل شهادتكم علامة ملموسة للسّلام، وعلامة رجاء من أجل عالم أكثر إنسانيّة وأخوَّة. سيروا قدمًا في هذه المسيرة! أبارككم من كلِّ قلبي وأصلّي من أجلكم وأسألكم من فضلكم أن تصلّوا من أجلي."