الفاتيكان
22 أيلول 2020, 11:15

نداء من البابا فرنسيس لـ"عولمة العلاج" أمام "التّهميش الدّوائيّ"

تيلي لوميار/ نورسات
"التّهميش الدّوائيّ" هو التّعبير الّذي استخدمه البابا فرنسيس في كلمته أمام أعضاء مؤسّسة Banco Farmaceutico، ليصف معاناة الفقراء الّذي يفتقرون حتّى للأدوية، مطلقًا بالتّالي نداءً لمكافحة هذا "الفقر الدّوائيّ"، فقال في هذا السّياق نقلاً عن "فاتيكان نيوز":

"إنّ الّذين يعيشون في الفقر يفتقرون لكلّ شيء، حتّى للأدوية، وبالتّالي فإنّ صحّتهم هي أكثر هشاشة. وفي بعض الأحيان يواجهون خطر عدم القدرة على العلاج بسبب نقص المال، أو لأنّ بعض سكّان العالم لا يستطيعون الحصول على بعض الأدوية. هناك أيضًا "تهميش دوائيّ". وهذا الأمر يخلق فجوة أخرى بين الأمم وبين الشّعوب. على المستوى الأخلاقيّ، إذا كانت هناك إمكانيّة لعلاج مرض ما بدواء معيّن، فيجب أن يكون هذا الدّواء متاحًا للجميع، وإلّا فسيُخلَق نوع الظّلم. كثير من الأشخاص، وكثير من الأطفال ما زالوا يموتون في العالم لأنّهم لا يمكنهم الحصول على الدّواء المتوفّر في مناطق أخرى. نحن نعلم خطورة عولمة اللّامبالاة؛ وبالتّالي أقترح عليكم بدلاً من ذلك عولمة العلاج، أيّ إمكانيّة الحصول على تلك الأدوية الّتي يمكن أن تنقذ العديد من الأرواح لجميع السّكّان. للقيام بذلك، هناك حاجة إلى جهد مشترك، وتقارب يشمل الجميع.

أتمنّى أن يتقدّم البحث العلميّ لكي يبحث على الدّوام عن حلول جديدة للمشاكل القديمة والجديدة. يعتبر عمل العديد من الباحثين ثمينًا ويمثّل مثالاً رائعًا على قدرة الدّراسة والذّكاء البشريّين على تنمية مسارات جديدة للشّفاء والعلاج قدر الإمكان. يمكن لشركات الأدوية، من خلال دعم البحث وتوجيه الإنتاج، أن تساهم بسخاء في توزيع أكثر إنصافًا للأدوية. وبالتّالي يُدعى الصّيادلة لكي يقوموا بخدمة الرّعاية بالقرب من الأشخاص الأكثر عوزًا، ولكي يعملوا في العلم والضّمير من أجل الخير الكامل للّذين يلجؤون إليهم. كذلك يدعى الحكّام، من خلال خيارات تشريعيّة وماليّة، لبناء عالم أكثر عدالة، لا يتمّ فيه التّخلّي عن الفقراء.

أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ الخبرة الحديثة للوباء، بالإضافة إلى حالة الطّوارئ الصّحّيّة الكبرى الّتي مات فيها ما يقارب مليون شخص، تتحوّل إلى أزمة اقتصاديّة خطيرة، لا تزال تولّد فقراء وعائلات لا تعرف كيف تسير قدمًا. وفيما يتمّ تقديم المساعدة الخيريّة، ينبغي أيضًا مكافحة هذا الفقر الدّوائيّ، لاسيّما من انتشار واسع للّقاحات الجديدة في العالم. أكرّر أنّه سيكون من المحزن أن يتمّ إعطاء الأولويّة في إعطاء اللّقاح للأغنياء، أو إذا أصبح هذا اللّقاح ملكًا لهذه الدّولة أو لتلك، ولم يكن متاحًا للجميع.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، أشكركم جدًّا على الخدمة الّتي تقومون بها لصالح الأشدّ ضعفًا. يشكّل يوم جمع الأدوية مثالاً هامًا على كيف يمكن للسّخاء ومقاسمة الخيور أن يحسّنا مجتمعنا ويشهدا على ذلك الحبّ في القرب الّذي يطلبه منّا الإنجيل. أبارككم ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي."