لبنان
27 آب 2025, 07:50

52 يومًا لتقديس المطران إغناطيوس مالويان!

تيلي لوميار/ نورسات
بدأ العدّ العكسيّ لإعلان قداسة الطّوباويّ الشّهيد المطران إغناطيوس مالويان، أحد أبرز وجوه الشّهادة والقداسة في الكنيسة المشرقيّة الأرمنيّة، إذ يفصلنا عن التّاريخ الرّسميّ لهذا العرس الكنسيّ 52 يومًا فقط.

ففي التّاسع عشر من ت1/ أكتوبر المقبل، سيُقام بالفاتيكان قدّاس مهيب يعلن خلاله البابا لاون الرّابع عشر قداسة مالويان بحضور كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان ولفيف كبير من الإكليروس، وبمشاركة حشود من المؤمنين من مختلف أنحاء العالم.

وللمناسبة، نذكّر بسيرة القدّيس العتيد بحسب ما سبق لبطريركيّة الأرمن الكاثوليك أن نشرت عنه: "وُلد المطران إغناطيوس مالويان في مدينة ماردين في 15 نيسان 1869. تلقّى تعليمه الابتدائيّ في مدرسة تابعة لأبرشيّة ماردين الأرمنيّة، تحت رعاية المطران ملكون ناظاريان، الّذي سرعان ما أدرك نبوغه وإيمانه العميق.

عام 1883، أرسله المطران إلى دير سيّدة بزمّار البطريركيّ في كسروان– لبنان، لينشأ في بيئة رهبانيّة تعمّق فيها إيمانه ورسّخته دعائم كهنوته المستقبليّ.

في 6 آب 1896، يوم عيد التّجلّي، نال سرّ الكهنوت بوضع يد الكاثوليكوس البطريرك اسطفانوس بطرس العاشر أزاريان. وبعد رسامته، بدأ خدمته الكهنوتيّة في دير سيّدة بزمّار، حيث بقي قرابة عام ونصف، قبل أن يُكلَّف بالخدمة في مصر، متنقّلًا بين الإسكندريّة والقاهرة. ثمّ أُرسل إلى القسطنطينيّة، حيث أمضى تسعة أشهر، ليعود بعدها إلى مسقط رأسه، ماردين.

عام 1911، انتخبه السّينودس البطريركيّ للكنيسة الأرمنيّة، المنعقد في روما، رئيسًا لأساقفة أبرشيّة ماردين. وفي 22 تشرين الأوّل من العام نفسه، نال الدّرجة الأسقفيّة بوضع يد صاحب الغبطة الكاثوليكوس البطريرك بوغوص بدروس الثّالث عشر ترزيان.

تميّز المطران مالويان بقداسته وفضائله، وانعكست خدمته الرّعويّة المثاليّة في رعاية شعبه وتقديم خدمات جليلة حتّى للدّولة العثمانيّة، ما لفت أنظار الباب العالي في إسطنبول، الّذي كافأه بأوسمة رفيعة تقديرًا لعطاءاته. إلّا أنّ هذه السّلطات نفسها، وفي ظلّ المجازر العثمانيّة بحقّ الأرمن، منحته في 11 حزيران 1915 وسامًا آخر، هو وسام الشّهادة في سبيل المسيح والكنيسة والوطن. فاستُشهد، برفقة كوكبة من الكهنة والمؤمنين، بعد أن ثبت على إيمانه حتّى الرّمق الأخير."

وفي الرّسالة الرّعويّة الّتي وجّهها البطريرك ميناسيان بمناسبة تقديس الشّهيد الطّوباويّ مالويان، والّتي حملت عنوان: "شهود الصّليب، شهود الرّجاء "نحن نموت، لكن للمسيح نموت""، أضاء البطريرك ميناسيان على حماسته في الرّعاية الرّوحيّة وشجاعته في مواجهة التّحدّيات حتّى النّفس الأخير، فكتب: "في عام 1911، دُعي لتولّي منصب رئيس أساقفة ماردين، مسقط رأسه، حيث انكبّ بحماس على الرّعاية الرّوحيّة لشعبه، فنشر التّعبّد لقلب يسوع الأقدس وللعذراء مريم، وواجه شجاعة الصّعوبات المتزايدة في زمن وُسم بعدم الاستقرار والاضطهاد.

وفي السّنة المأساويّة 1915، مع بدايات الإبادة الجماعيّة للأرمن، اعتُقل مالويان مع جماعته من المؤمنين، ورغم التّعذيب والتّهديدات، ظلّ ثابتًا في إيمانه، رافضًا إنكار المسيح، ومواجهًا الألم بقوّة روحيّة لا مثيل لها.

وفي قرية قره- كبرو، بالقرب من ديار بكر، لقي المطران مالويان مع العديد من المسيحيّين الآخرين الشّهادة.

وكان قد تابع قبلها، في الأسر، واجباته الرّوحيّة، فقدّس الخبز لرفاقه، وأعطاهم جسد المسيح ودمه، علامة للرّجاء والإيمان، في قلب الظّلمات، وقد أُعدم لاحقًا رميًا بالرّصاص بشجاعة، وسفك دمه في سبيل الإيمان، فاستحقّ بذلك مكافأة السّلام الأبديّ. وكانت كلماته الأخيرة، المفعمة بالمحبّة والتّسليم التّامّ لله: "يا ربّ ارحمني؛ بين يديك أستودع روحي"."

فُتحت دعوى تطويب مالويان عام 1966، واختُتمت رسميًّا في 24 نيسان 2001. وفي 2 تشرين الأوّل من العام ذاته، أعلنه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني طوباويًّا في احتفال مهيب أُقيم في ساحة كاتدرائيّة القدّيس بطرس بالفاتيكان.

واليوم، تحتفل الكنيسة الأرمنيّة بذكراه المجيدة سنويًّا، في السّبت الأقرب إلى 9 حزيران، تكريمًا لإيمانه وشهادته البطوليّة.